لم تكن ايدى السودانيين بالخارج مغلولة الى اعناقهم ابان فترة السيول والأمطار التى اجتاحت اصقاعاً واسعةً من البلاد مؤخراً ، بل كانت مبسوطةً كل البسط ، فمدوها بيضاء من غير سوء ولا منٍ ولا اذىً لاهلهم المتضررين ، فكانت الجالية السودانية الامريكية بنيويورك ، ثم الجالية السودانية بالمنطقة الشرقية بدولة ليبيا ، فهؤلاء قدموا الغذاء والدواء والكساء ، غير ان الجالية القومية السودانية بنيجيريا كان لها قصب السبق فى تقديم ما يعين على اعادة بناء ما دمرته السيول والأمطار متمثلاً فى حصيلة مقدرة من ماكينات صناعة المكعبات الاسمنتية ( بلك ) وحصيلة اخرى من طلمبات الرش الضبابى والتى اكسبت ابناء السودان بنيجيريا رغم صغر حجم الجالية هناك التميز فى تقديم دعم نوعى يتواكب مع المرحلة الحالية التى اعلنت من خلالها الدولة مرحلة البناء ، هذا فضلاً عن كميات الادوية والملابس ، لتنضم بها الى ركاب الدعم الخارجى المقدم من ابناء السودان فى المهجر .
متابعة : حسن على عباس
استقبل جهاز تنظيم شئون السودانيين بالخارج الاسبوع المنصرم ، مندوب الجالية القومية السودانية بنيجيريا الاستاذ محمد الحاج محمد وفى معيته الدعم المقدم من الجالية لمساهمة فى اعمار ما دمرته السيول والأمطار بالبلاد ، وقال الدكتور كرار التهامى ، الامين العام لجهاز المغتربين ان هذا الدعم ياتى فى اطار النداء الذى اطلقه جهاز المغتربين للجاليات السودانية بالخارج لاستنفار طاقاتها دعماً للمتضررين من السيول والفيضانات ، مبيناً ان النداء وجد استجابةً واسعة وسط الجاليات السودانية بالمهاجر المختلفة ، فوصلت العديد من الدعومات ، من الجالية السودانية الامريكية بنيويورك والجالية السودانية بالمنطقة الشرقية بدولة ليبيا والآن وصلنا دعم نوعى ومقدر من الاخوة فى الجالية القومية السودانية بنيجيريا ، وثمن التهامى دور ابناء السودان بالخارج وتواصلهم ودعمهم المستمر لوطنهم وأهلهم بالداخل .
وقد تمثل هذا الدعم فى عدد من المعدات ومواد الايواء والأدوية بلغت جملة قيمتها ما يقارب الخمسين الف دولار اى اربعمائة الف جنيه سودانى شملت عدد خمس ماكينات لصناعة الطوب البلك وعشرين طلمبة رش ضبابى وكميات من الادوية والملابس والمشمعات والبطاطين ، وكان فى استقبالها بمطار الخرطوم الاستاذ حسن بابكر احمد مدير عام الهجرة والمنظمات والجاليات بجهاز المغتربين والذى ثمن بدوره مجهودات ابناء السودان بالخارج عموماً فى التفاعل الكبير مع اهل السودان بالداخل ومؤزرتهم فى محنة السيول والفيضانات مبيناً انهم ظلوا متابعين للأحداث من البعد وقدموا الدعم للمتضررين فيما ظل جهاز تنظيم شئون السودانيين بالخارج حلقة الوصل بينهم فى استقبال وتسليم ما قدموه من دعم ، وان الجالية القومية السودانية بنيجيريا حذت ذات الحذو وقدمت دعماً نوعياً يلبى متطلبات مرحلة اعادة البناء والتعمير والذى تمثل فى ماكينات صناعة الطوب التى تعتبر من اساسيات المرحلة ، الى جانب بعض المواد الاخرى ، شاكراً بذلك كل الذين وقفوا خلف هذا الدعم وعلى رأسهم الشيخ الجليل الدكتور ابراهيم الطيب الريح عميد السودانيين بنيجيريا ورئيس مجلس الجالية القومية السودانية هناك .
• العطاء متصل :
الاستاذ محمد الحاج محمد مندوب الجالية السودانية بنيجيريا ابدى استعداد الجالية لتقديم المزيد من الدعم حسب متطلبات المرحلة وفى هذا الاطار ابان الحاج ان افراد الجالية هناك ظلوا يتابعون مجريات الاحداث ويرصدون ما يطلبه المتضررون الذين صاروا هماً اساسياً للجالية حتى وصلوا الى الايمان الكامل بان مرحلة الغذاء والكساء هى مرحلة تم تجاوزها وتبقت مرحلة البناء والاعمار ، فكان هذا الدعم النوعى اسهاماً من الجالية القومية السودانية بنيجيريا فى مرحلة الاعمار مبيناً ان العطاء مازال متصلاً ومفتوحاً .
• التسليم والتسلم . . الجزيرة مرت من هنا . .
بدأت مرحلة تسليم المعدات منتصف هذا الاسبوع ، فكانت ولاية الجزيرة وهى احدى الولايات التى تضررت عدد من محلياتها بالأمطار ، اولى الولايات التى تسلمت عدد ماكينتين لصناعة المكعبات الاسمنتية وخمس طلمبات رش ضبابى بيد الدكتور الفاتح مالك وزير الصحة بالولاية والذى ثمن دور ابناء السودان بالخارج على التفاعل الكبير مع محنة اهلهم بالداخل ، وقدم شكراً خاصاً للجالية السودانية بنيجيريا وجهاز المغتربين ، واصفاً الدعم بأنه دعماً متميزاً وانه جاء فى وقته تماماً اذ إن الدولة قد بدأت فى مرحلة الاعمار وان دعم الجالية السودانية بنيجيريا يعتبر من صميم متطلبات هذه المرحلة ومن اعمدتها الاساسية .
• كررى . . تحدثت عن الرجال
محلية كررى تعتبر ثانى اكثر محليات ولاية الخرطوم تضرراً بعد محلية شرق النيل ، فكانت المحطة الثانية لتسليم ثلاث ماكينات لصناعة الطوب البلك والتى قام باستلامها المهندس محمد عبد الرحمن العمدة معتمد المحلية والذى كان فى استقبال المعدات ، وكشف العمدة عن حجم الضرر الذى تعرضت له محليته والمتمثل فى اربعة وعشرين الف منزل تعرضت للانهيار الكامل ، الى جانب انهيار اثنين وعشرين سوراً ، ومائة وخمسة فصلاً دراسياً وتصدع مسجدين ، وعبر عن امتنانه لأبناء السودان بالخارج عموماً وأبناء السودان بنيجيريا وجهاز المغتربين قائلاً على حد تعبيره انهم ( ماقصروا ) وظلوا فى حالة تواصل ودعم مستمر منذ بداية المحنة وحتى اللحظة ، معلناً ان تدشين مرحلة العمل بهذه المعدات ستبدأ بعد عيد الاضحى المبارك ، ودعا الى تأسيس شراكة بين جهاز المغتربين ومحلية كررى وقيام مشروعات خلال هذه الشراكة .