كرمت جامعة الملك سعود بالرياض الاحد الماضي 25 مايو العالم السوداني البروفيسور مصطفى عبد الله محمد صالح، استشاري أعصاب الأطفال بكلية الطب بجامعة الملك سعود ومستشفى الملك خالد الجامعي ومنحته جائزة التميز العلمي والتي تسمى جائزة المسيرة العلمية المتميزة ( الانجاز العلمي مدى الحياة ) وذلك ضمن مجموعة من الفائزينوأكد مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر في كلمته خلال الحفل أن الجائزة تأتي تتويجاً دورياً للعمل البحثي في الجامعة للارتقاء به و ذلك تشجيعا لمنسوبيها من الباحثين والطلاب وتحفيزهم لمزيد من التميّز والتنافس العلمي، وإعطائهم حقهم من الحفاوة والتكريم، ولاسيما ونحن نحرص على تعزيز مسيرة البحث العلمي . وقال " إن الجامعة دعمت البحث العلمي بميزانية بلغت (130) مليون ريال موزعة على برامج زمالة عالم، وأستاذ زائر ، والمجموعات البحثية المحلية والدولية، وبرنامج (رائد)، ووحدة مساندة الباحثين، وبرنامج الاستقطاب، ومكافآت النشر العلمي النوعي، ومشروع تأليف كتاب، هذا بالإضافة إلى جائزة التميز العلمي " . وأضاف " أن الجامعة حظيت بمورد مالي آخر ساعدها على دعم حركة البحث العلمي فيها، وهو مشروع الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار الذي تشرف على تنفيذه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حيث ساعد هذا المشروع على إنجاز (642) مشروعاً بحثياً، ونشر (936) ورقة علمية، بدعم بلغ (165) مليون ريال للعام 1434هـ . وقال البروفيسور مصطفى عبد الله صالح ( إنني أعرب عن الشكر و الامتنان لكل أساتذتي الذين علموني في المراحل المختلفة وأولئك الذين تعلمت منهم الطب وآدابه وأخلاقه بكلية الطب جامعة الخرطوم التي أكملت ربيعها التسعين هذا العام. ولأساتذتي في مرحلة ما بعد الدكتوراه ببريطانيا والسويد، وزملائي الأطباء والعلماء الذين شاركوني هذه الأبحاث بكلية الطب بجامعة الملك سعود وفي دول عديدة تنتشر في القارات الخمس ) . عقب ذلك قام صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومعالي مدير الجامعة الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر بتكريم الفائزين بالجائزة وفي مقدمهم البروفيسور مصطفى عبد الله صالح .يذكر أن بروفيسور صالح كان قد توصل قبل عدة سنوات لاكتشاف علمي (مع آخرين) يتعلق بوصف الجين المورث لنوع جديد من مرض ضمور العضلات الذي يبدأ مبكراً في الطفولة برخاوة العضلات وضعفها، ثم يصيب عضلات القلب في العقد الثاني من العمر و يؤدِي إلى الوفاة بأزمةٍ قلبية قبل سن العشرين. وقد أطلق عليه اسم ( مرض صالح للحثل العضلي)، وذلك نسبة لقيامه بتقديم أول وصف سريري لهذا المرض عام 1998م، وإثبات خصائصه الباثولوجية، بالتعاون مع باحثين من جامعة أيوا بالولايات المتحدة. كما اكتشف البروفيسور مصطفى صالح، نوعاً جديداً من مرض الرّنح الوراثي (الذي يصيب المخيخ)، في عام 2010م، وأطلق عليه اسم (مرض صالح للّرنح). واكتشف أيضاً الجين المورِّث لنوع جديد من مرض الشلل السفلي التشنّجي، (والذي أطلق عليه الرقم 49) عام 2012م، كما اكتشف بداية عام 3 201م نوعين جديدين من مرض ضمور العضلات، بالتعاون مع علماء من جامعة هارفارد بأمريكا، وجامعات أكسفورد، ولندن، ونيوكاسل ببريطانيا. ومن ضمن الانجازات العلمية والطبية للبروفيسور صالح أيضا اكتشافه الجين المورِّث لأخطر أنواع الصّرع المسمى بتشنُّج الطفولة الباكرة . وهو نوع من الصرع يبتدئ بين شهر وستة أشهر من العمر، متنقِّلاً من مكان لآخر في الجسم، وتفشل الأدوية في السيطرة عليه ما يؤدي لتلف الدماغ ووفاة بعض الحالات، قبل إكمال العام الأول.
سونا