وصلوها فى ظهيرة خريفية بعد رحلة طويلة استغرقت زهاء الخمس ساعات بمحاذات النيل الابيض (الكاهلى ) فوجدوها كانها عروس اكتست حلة خضراء من الديباج وهى ترتقب فارسها فبدت معالمها على الحله الخضراء كانها رقع على جبة درويش كشفت بها عن جمال سافر ساق القادمين اليها من ابناء السودان بالخارج الى ان ترقص افئدتهم طربا لذلك الجمال ، فقلنا لهم (ياهو دا السودان ) _(جمال طبيعى ما مزور )فنزلوها بسلام وعانقت خطاهم بساطها الاخضر كانهم يوقعون على صدرها ان ( حضرنا فوجدناك درة الوطن وكنانة خيره ).
بعد ان اخذ اعضاء الملتقى الشبابى الصيفى التاسع قسطاً من الراحة من رهق الرحلة الطويلة وادوا صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً ، اصطحبهم مستقبلوهم من اسرة مصنع سكر كنانة فى جولة داخل فناء المصنع تعرفوا من خلالها على مراحل الانتاج المختلفة وصولًا الى مرحلة خروج السكر معبئاً داخل جوالات كنانة بعلاماتها الشهيرة بعدها توجهوا الى مصنع الايثانول وتعرفوا على وقود الايثانول واستخداماته فى السودان ثم بعد ذلك الى معرض منتجات كنانة ، فالمعرض عبارة عن غرفة مستطيلة صغيرة تحوى جميع منتجات المصنع ابتداءً من السكر ومنتجاته من العسل الابيض ثم الاعلاف باشكالها واغراضها المختلفة للحيوان والدواجن
فابدوا سعادة بالغة بذلك فاخذوا يتفحصون ويتاملون ذلك الانتاج الضخم ، واتكأ بعضهم عليه فشعرت كان لسان حاله يقول (ساتمرغ فى خير بلدى فانى لن اجده فى غربتى ) فحقا كانت اتكاءة من ابناء السودان بالخارج على خير بلدهم .
انتهت الزيارة على مشارف السادسة مساء بعدها قفلوا راجعين الى الخرطوم التى وصلوها عند الساعات الاولى من صباح الجمعة حوالى الثالثة صباحا بعد ان استبد بهم الزهو والفخر ببلدهم مثلما استبد بهم تعب الرحلة ورهقها والتى استغرقت اكثر من عشرساعات ذهاباً واياباً.
جياد الامل مشهد مدهش:
شمل برنامج الملتقي الشبابي الصيفي التاسع زيارة ميدانية الي مدينة جياد الصناعية ، وعندها اتسع انسان عين ابناء السودان بالخارج دهشة حينما عرفوا ان هذه المدينة لاتقل قدراً عن (( ديترويت )) في امريكا ولا اية مدينة تنتج السيارات في ابعد دول العالم ، عرفوا ان ((جياد )) هي(( ديترويت)) السودان رغماً عن سنى عمرها القصيرة التي لا تتجاوز الثلاثة عشر عاماً فاصبحت ملء السمع والبصر وشغلت الناس لم يكن فى حسبانهم ان السودان الذي سمعوا عنه افكاً وبهتاناً من وسائل الاعلام الخارجي قبل ان يراه البعض منهم منهم جهرة ، ان يكون له مثل هذه القدرات المدهشة في الانتاج الثقيل مثل (( السيارات ـ الجرارات ـ الشاحنات ـ الحديد والصلب .......... الخ)) .
هذه المشاهد زادتهم ايمانا ًبان وطنهم السودان مازال بخير طالما ان فيه عقولًا وطنيةً تفكر وايدٍ مخلصةٍ تنتج ، وان جياد مدينة امل السودان وفخره علي مدي الاجيال